فى ذكرها الغالية
إطلالة سريعة واجبة علينا.. وحق لها
الأديبة والكاتبة السعودية “بنت الجزيرة العربية”، الفاضلة – رحمها الله- سميرة خاشقجي السيدة التى سبق تفكيرها عصرها بخمسين عاماً، قارورة العطر الجميل كما كانت تسميها الصحافة اللبنانية.
بدأت سميرة خاشقجي رحلتها مع القلم وهى مازالت على معارج الصبا، حيث قدمت كتابها الأول “ودعت آمالي”، وبعد ذلك قدمت عديداً من القصص الطويلة والقصيرة إلى جانب الدراسات الإجتماعية التى تتناول أوضاع المرأة العربية، بين ماهو كائن وما يجب أن يكون وماهو حاصل الأن.
ومن هذه القصص والدراسات (ودعت آمالي، ذكريات دامعة، يقظة الفتاة العربية السعودية، بريق عينيك، وادي الدموع، وتمضي الأيام).
وقد إستطاعت سميرة خاشقجي أن تلفت أنظار النقاد والمثقفين والقُراء بهذا الإنتاج الفني المتطور، والذى كان يحمل إسم “سميرة بنت الجزيرة العربية”، وكانت بذلك رائدة للمرأة السعودية الحديثة التى أُتيحت لها إمكانية التعبير عن بنات جنسها وعن قضايا مجتمعها، وبالتالى أتاحت هي بذلك فرصة مشاركة المرأة في نهضة بلدها وبناء مجتمعها الجديد، ليتها بيننا الآن لترى أمنياتها للمرأة العربية وقد تحققت.
ومن عالم الأدب الذى بدأت فيه رحلتها مع القلم، أضافت مجالا آخر تعطي فيه للمرأة السعودية بالذات، وللمرأة العربية بصفة عامة، نبض الحياة العصرية، وكان أن قدمت مجلة “الشرقية” لتكون ربيع الصحافة النسائية العربية، وصوت المرأة الحديثة التى تشارك بإيجابية وفعالية في شتى مجالات الحياة، جنباً إلى جنب مع الرجل.أما كتاب “رحلة الحياة” فهو صدى لبعض الأفكار التى قدمتها “سميرة محمد خاشقجي”من الحياة على صفحات “الشرقية”، لتعبر من خلالها عن مشاكل الحياة والمجتمع، وصورة الأمل والمستقبل، وقد إختارت أن تجمع هذه الأفكار على صفحات “كتاب الشرقية” لتحقق الفائدة المرجوة منها، وهي أن تكون بين أيدى النساء والرجال في بلادنا العربية، لترى فيها المرأة وقع خطواتها على طريق المستقبل، وليرى فيها الرجل صورة الأخت والشريكة، وفكر زميلة الحياة ورفيقة الدرب.
“سميرة محمد خاشقجي” هي الكاتبة السعودية المعروفة، والتى إشتُهرت في الأوساط الأدبية بإسم “سميرة بنت الجزيرة العربية”، وأسرتها من المدينة المنورة، أما هي فمن مواليد مكة المكرمة، وقد أتمت دراستها الثانوية بالمدرسة الإنجليزية للبنات بالأسكندرية، ثم حصلت على بكالوريوس في الإقتصاد من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم إختارت أن يكون عطاؤها في ميدان الفكر والمستقبل للكلمة الهادفة، ونبراساً للحياة الثقافية في شتى الميادين.
رحمك الله رحمة واسعة في ذكراك وفي كل يوم وكل ساعة.