الفنانة نيللى كريم فى حوار صريح للشرقية

 

جميع الأدوار، بتلقائية وبساطة ، جعلتها قريبة من القلوب

هى ايضا فنانة مميزة ، طرحت العديد من القضايا الاجتماعية والانسانية فى اعمالها  ،وتم اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة، وفى اطار إيمانها بالدور الايجابى للفنان فى المجتمع ، أعلنت أخيرا انضمامها إلى مبادرة جديدة لدعم النساء الناجيات من العنف هى مبادرة “إيد واحدة” ،وهى منصة جديدة تهدف للتضامن مع النساء، اللاتى وقعن ضحية للعنف الجنسي او التحرش، ومساعدتهن على تجاوز هذه الصدمة أو الأزمة النفسية.

بدأت نيللى كريم ، انطلاقتها الجماهيرية عام ٢٠٠٠، حينما اختارتها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة للقيام بدور ابنتها فى مسلسل وجه القمر، ثم توالت أعمالها الفنية لتصبح واحدة من اهم فنانات مصر خلال السنوات الأخيرة،

وفى لقائها مع “الشرقية” فتحت لنا قلبها فى حوار صريح ومميز، تتحدث فيه عن ارائها المختلفة،فى الفن والحياه والمرأة والرجل، وعن حياتها كفنانة وزوجة وأم . 

“إيد واحدة”

فى البداية سألتها: ما سبب انضمامك لمبادرة “إيد واحدة” ؟

– السبب الأساسي هو محاولة تقديم الدعم النفسي للشخص الذى يتعرض للعنف او التحرش او الاغتصاب، لأن نسبة كبيرة منهم تنهار حياتهم،  ويشعرون أنهم لا يستطيعون مواصلة الحياه، وهدف المبادرة مساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة النفسية.

ظاهرة عالمية

ما رأيك فى انتشار ظاهرة العنف الجنسي؟

– للأسف هى فعلا ظاهرة منتشرة، لكنها منتشرة على مستوى العالم كله وليس الوطن العربى فقط، وأتصور أن مرتكب هذه الجرائم هو مختل نفسيا ، وقد جسدت هذه القضية فى فيلم ٦-٧-٨، وتناول مشكلة التحرش على مستوى ٣ طبقات اجتماعية مختلفة، وشهد الفيلم تجاوبا كبيرا عند عرضه فى مصر وفى نيويورك واستراليا ، بإعتبارها مشكلة تشغل العالم كله.

وعى النساء

الفترة الأخيرة شهدت اقبال الفتيات على الكلام، والاعتراف بتعرضهن للتحرش او الاغتصاب، دون خوف من المجتمع، فما رأيك فى هذا الموقف؟

–  أوافق تماما ، وأرى أن “البنات لازم تتكلم”، وأعتبر ذلك منتهى الوعى، لأن البنات الآن متعلمات والعلم سلاح قوى ، والبنت وأهلها لا يجب أن يروا عيبا فى الاعتراف بما تعرضن له، بل يجب أن يتمسكن بحقهن فى عقاب من أخطأ فى حقهن.فالمسألة حق يجب التمسك به.

رحلة كفاح

كيف بدأت رحلتك مع الفن؟

– أنا أعشق الفن منذ صغرى، وأعمل منذ صغرى، فحياتى لم تكن مرفهة، فوالدى كان يعمل مهندسا بالأكاديمية البحرية بالاسكندرية، وأمى روسية، ولدىّ أخ واحد كان يدرس الطب ، وقد عشت فى روسيا حوالى عشرة أعوام ، وحصلت هناك على الثانوية العامة ودرست الباليه والبيانو ، ثم عدنا للاسكندرية ، وكانت حياتنا مستقرة،ولا ينقصنا شئ،  لكن والدى توفى وعمرى 16 عاما ، وإرتبكت حياتنا ماليا بعد وفاته، فبدأت رحلة عمل وكفاح مبكرة، فعملت فى تدريس البالية بالمركز الروسى وعمرى 17 عاما.وعلى فكرة أنا سعيدة بتجربتى التى خلقت منى شخصية قوية،

تربية أبنائى

ماذا عن أبنائك، واهتماماتهم واسلوب تربيتك؟

– لدى اربعة ابناء كريم ويوسف يدرسان بالخارج ديزاين وسينما، و”سيليا” و”كندة” فى المدرسة ،وأبنائى جميعا لديهم هوايات فنية ورياضية،  وربيتهم جميعا على الاعتماد على النفس منذ صغرهم، وأنا مؤمنة أننا يجب أن نشجع أبناءنا على العمل مبكرا، لأن العمل يخلق منهم شخصية مسئولة، وأنا شخصيا طلبت من ابنتى ( ١٣ عاما) البحث عن عمل خلال فترة الصيف.

أمى أهم شخصية

نيللى كريم شخصية قوية ، فمن أكثر شخص تأثرتى به فى حياتك؟

– تجيب بسرعة: أمى هى أهم شخصية فى حياتى، وقد تولت مسئولية الأسرة بقوة بعد وفاة أبى، وبعد زواجى كنت استكمل دراستى للاخراج فى أكاديمية الفنون وكنت أعمل فى نفس الوقت، فكانت أمى هى المسئولة عن تربية أولادى، وقد تعلمت من أمى أن المرأة هى عامود البيت ، ولابد أن تكون قوية فكريا وثقافيا وبدنيا، حتى تستطيع دعم أولادها. وأنا أؤمن أن وراء كل امرأة ناجحة أم قوية ، ولولا أمى ما حققت أى نجاح، وهى الآن مريضة وأدعو الله أن يشفيها .

اختيار خاطئ

ماذا عن دور  الرجل فى حياتك؟

– بصراحة، لا يوجد رجل أثر فى حياتى طوال الفترة السابقة، فرغم أننى أحب الاستقرار، وتزوجت مرتين عن حب ، إلا أننى عانيت من الانفصال ، وبالطبع لا يوجد انسان يريد أن يدمر حياته ، لكنه الاختيار الخاطئ ،فقد كان زواجى الأول فى سن صغيرة جدا 18 عاما ،  وأنجبت خلاله أبنائى «كريم» و«يوسف» ، ثم شعرت أن الاختيار خطأ، فقررت الانفصال، ورغم أننى لم أكن وقتها أملك أى أموال، إلا أننى لم أتردد فى الانفصال، لأننى تعودت ألا أترك شيئا  يلوى ذراعى ، فانفصلت وأنا صغيرة، وبدأت من الصفر.  وفي عام 2004 تزوجت مرة أخرى وأنجبت ابنتين هما «سيليا» ١٣ سنة  و«كندة» ٨ سنوات لكنى أيضا لم أستطع الاستمرار، رغم محاولاتى، وانفصلت عام 2015.

أسباب الطلاق

ما هى أسباب زيادة معدلات الطلاق من وجهة نظرك؟

– أعتقد أن المرأة أصبحت أكثر نجاحا وطموحا، بالاضافة الى أنها أكثر قدرة على التحمل، وتستطيع القيام بأدوار عديدة فى وقت واحد، فتعمل وتكسب وترعى البيت والأبناء، واذا لم يكن الزوج ناجحا وطموحا، أو على الأقل داعما لزوجته، تبدأ المشاكل، وتشعر الزوجة أن زواجها أصبح عبئا ، وأنها تستطيع الحياه وحدها أفضل ، بل ورعاية أبنائها أفضل بدونه.

احلم بالاستقرار

أعلنت خطبتك قريبا، فماذا عن الاختيار الجديد؟

– تبتسم قائلة: أنا كما قلت أحلم بالاستقرار، وقد تمت خطبتى بالفعل لرجل أعمال، وأتمنى النجاح فى زواجى القادم، ولن أتحدث حاليا عن أى تفاصيل لحين الوقت المناسب.

القصة الحلوة

معظم أعمالك تناقش قضايا اجتماعية كالادمان والعنف والتحرش وغيرها، فكيف تختارين أعمالك الفنية؟

– أنا لا أتعمد اختيار اعمال تناقش قضايا، لكنى أهتم باختيار قصة حلوة مكتوبة جيدا، ومن خلال هذه القصة يخرج عادة الموضوع ويتحول لقضية .

وكيف تستعدين للشخصية؟

– اول شئ أدرسها وافهمها جيدا ، ثم اقابل شخصيات حقيقية من الحياه، كما فعلت فى مسلسل “تحت السيطرة”، حينما قابلت مدمنين متعافين وتحدثت معهم، وعرفت طبيعتهم ، فأصبح تجسيد الدور أسهل واكثر صدقا.

أشبه “سكر”

قدمت الشخصية القوية والضعيفة والمرحة والمكتئبة، فأيهم أقرب اشخصيتك؟

– تبتسم قائلة: أنا شخصيا أحب الضحك والمرح واحب اعيش على طبيعتى مع أهلى وأصدقائى ، وأعتقد أن شخصية “سكر” المرحة فى مسلسل “ب ١٠٠وش” هى الأقرب لى . وأنا ايضا شخصية قوية اعتمدت على نفسي منذ صغرى، وتعلمت أن اتغلب على الظروف الصعبة وأتجاوزها ولا اسمح لأى شئ  أن يكسرنى .

الباليه ميزنى

التمثيل والباليه أيهما أضاف للآخر؟

– الباليه طبعا أفادنى اكثر كانسانة وكفنانة، فهو رياضة جميلة تمنح الصحة والرشاقة، كما أنه جعل منى ممثلة مميزة استطيع القيام بأدوار خاصة لا تصلح لغيرى.

أعشق البساطة

ما هى علاقتك بالموضة؟

– تبتسم نيللى قائلة: لست مجنونة “موضة”، فأنا أعشق البساطة ، ويمكننى ارتداء أى شئ يعجبنى ، حتى لو لم يكن “brand”.

“الفلوس” ليست أولوية

هل معنى ذلك أنك لا تهتمين “بالفلوس”؟

– “الفلوس” بالنسبة لى مهمة من أجل أولادى فقط، لكنى شخصيا تعودت أعيش بأى امكانيات، ، وأحيانا أقدم أعمالا فنية بدون مقابل.

الفلوس أيضا مهمة لعمل الخير، وأنا أحب أن أساهم فى مجال التعليم ، وخاصة لو الطالب متفوق وأهله غير قادرين، وأحب أن أبحث بنفسى عن هذه النماذج وأتأكد بنفسى من حالة الأسرة.

أعمالى القادمة

ما هو عملك الفنى القادم؟

– فيلم ” العميل صفر” مع أكرم حسنى ، واخراج محمد سامى ، وفيلم “جوزين فى الحلال” مع المخرج محمد على.

أنا مخرجة

تجيدين العمل كممثلة وراقصة باليه وعارضة ازياء ، وعازفة بيانو، هل تجيدين اشياء اخرى؟

– تجيب بسرعة: أنا أعشق الفن بكل أنواعه، وإذا توقفت يوما عن التمثيل ، فأتمنى العمل بالاخراج خاصة أننى درسته.  

  وأخيرا ، ماهى الشخصية التى تتمنين تجسيدها؟

– تبتسم قائلة: بعض الشخصيات التاريخية، لكنى لن أحددها حتى لا يسبقنى اليها أحد.

أجرت الحوار :

غادة زين العابدين

 

0 replies on “الفنانة نيللى كريم فى حوار صريح للشرقية”